تعرض مركز دار الإفتاء المصرية، لسؤالا جاء بمضمونه : “ما حكم الدين في تجسس أحد الزوجين على هاتف الآخر، عن طريق وسائل الاتصال الحديثة؟”.
الحكم الشرعي في تجسس أحد الزوجين على هاتف الآخر
نشر الدكتور شوقي علام، مفتي مصر عن السؤال بالقول:
“إن تجسسَ أحد الزوجين على الآخر أو تتبعَ عوراته حرامٌ شرعًا، والواجب على كلٍّ منهما رعايةُ حق الآخر وإحسانُ الظن به والتعاونُ على البر والتقوى، ومَن ثارت في نفسه شكوكٌ تجاه الآخر فعليه مصارحتُهُ بقصد الإصلاح والنصح والتذكير بحق المعاشرة بالمعروف التي أمر اللهُ تعالى بها”.
وبيّن مفتي الجمهورية أنّ عقد النكاح لا يبيح لأيّ من الزوجين الاطلاع على خصوصيات الآخر بغير إذنه، فإن قوامة الرجل على أهل بيته لا تكون إلا بالحكمة والنصح والإرشاد مع أدائه ما يجب عليه نحوهم من الحقوق لا بالتجسس وسوء الظن وتتبع العثرات.
وأشـار “علام” إلى أن حب المرأة لزوجها وغِيرتِها عليه لا تسوغ لها التفتيش في خصوصياته، بل إن مَن يفعل شـيئًا مِن ذلك إنما يأتي بما يكدّر عليه صفو الحياة ويفسد العلاقة الزوجية، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليـه وآله وسلم: «إِنَّكَ إِنِ اتَّبَعْتَ عَوْرَاتِ النَّاسِ أَفْسَدْتَهُمْ أَوْ كِدْتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ».
وأوضـح أن الله أنعم على عباده بنعمة الزواج، وذكَّرَهُم بها في معرض الامتنان؛ فقال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا
إِلَيْهَـا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾، وعظَّم سبحانه من شأن رابطة الزوجية، واصـفًا إياها بالميثاق الغليظ؛ فقال جلَّ وعَلَا: ﴿وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾، وأمر بأن تكون العشرة فيها بالمعـروف؛ فقال عزَّ وجَلَّ: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾.
إِلَيْهَـا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾، وعظَّم سبحانه من شأن رابطة الزوجية، واصـفًا إياها بالميثاق الغليظ؛ فقال جلَّ وعَلَا: ﴿وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾، وأمر بأن تكون العشرة فيها بالمعـروف؛ فقال عزَّ وجَلَّ: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾.
وأكد أن حسـن العشرة تقتضي مبادلـة الثقة وحسن الظن؛ فهذا ما يحصل به السكن والمـودة والرحمة بين الزوجـين، ولا تسير تلك العلاقة على نـسقٍ صحيحٍ إلا بتخلُّق كِلَا الزوجين بالسماحة وغـضِّ الطرف عن الهفـوات، ومن ثَمَّ فإن تكدير العلاقة بيـن الزوجين بسوء الظن وتتبع العورات واختلال الـثقة بينهما مُنافٍ للحكـمة والقيمة الأخلاقية والاجتماعـية التي قصد الشرعُ الشريفُ إقامةَ الحياة الزوجـية عليها.
والجدير بالذكر فقد جرّمت الإمارات والسودان والسعودية تجسس أحد الزوجين على هاتف الآخر وبشكل رسمي.