إليك السر الغامض الذي يجعل الإبل يتحمل العطش لأسابيع
كشفت دراسة، أقيمت بكلية “نيتشر” المرموقة، عن دور الكلى لدى الإبل العربي ذي السنام الواحد وما فائدتها في جعله يتحمل العطش لأسابيع.
كيف يتحمل الإبل العطش لأسابيع
في التفاصيل، درست الأبحاث التي قادها علماء جامعة بريستول بالتعاون مع نيتشر، عن استجابة الكلى لدى الجمل للجفاف وضغوط الإماهة السريعة، والتي تعد عملية كيميائية تزيد من ميل الجسم لاحتباس السوائل.
وتعتبر سفينة الصحراء من أهم حيوانات المناطق القاحلة وشبه القاحلة في شمال وشرق إفريقيا وشبه الجزيرة العربية، حيث لا يزال إلى الآن يوفر الاحتياجات الأساسية لملايين الأشخاص.
ويُعتقد أنه تم تدجين الجمل منذ 3000 إلى 6000 عام في شبه الجزيرة العربية، وقد تم استخدام الجمل كوحش ثقيل، للتنقل والرياضة، ولإنتاج الحليب واللحوم والمأوى، ولا يزال يستخدم حتى اليوم لنفس الأغراض.
وتتكيف سفينة الصحراء بشكل مذهل مع البيئة الصحراوية، ويمكن أن يتحمل أسابيع دون الوصول إلى الماء، فالكلى المتطورة للغاية هي المفتاح لإنتاج بول عالي التركيز وضمان عدم إهدار الماء أبداً.
وفي السياق الحالي الداعي لمقاومة التصحر وتغيير المناخ، يبزغ اهتمام متجدد بتكيف الجمل مع الأجواء الصحراوية، وتسمح التقنيات المخبرية المتقدمة من دراسة الآليات الجينية الكامنة وراء هذا التكييف.
ولم تقدم في السابق دراسة عملية شاملة للجينات المتورطة في التعامل مع الجفاف داخل الكلى لدى الجمل.
وبدأت دراستها مع بداية التعاون المثمر بين معمل البروفيسور “ديفيد مورفي” من جامعة بريستول، ومختبر البروفيسور عبده آدم في جامعة الإمارات العربية المتحدة.
وحلل فريق العمل كيف تغيرت آلاف الجينات في كلية الجمل نتيجة الجفاف وتوقعوا أن كمية الكوليسترول في الكلى لها دور في عملية الحفاظ على المياه بل واستخدموا تقنيات مختلفة للتحقق من صحة هذه النتائج.
ويقول العلماء إن انخفاض كمية الكوليسترول في غشاء خلايا الكلى يسهل حركة المواد المذابة والماء عبر أقسام مختلفى من الكلى وهي عملية مطلوبة لإعادة امتصاص الماء بكفاءة وانتاج بول عالي التركيز وبالتالي تجنب فقدان الماء
وبحسب العلماء تعتبر هذه هي المرة الأولى التي يرتبط فيها مستوى الكوليسترول ارتباطاً مباشراً بالحفاظ على المياه في الكلى، مما يحفز البحث في دور الكوليسترول لدى كائنات أخرى.
ويقدم الفريق أيضاً مصدراً هائلاً للمعلومات التي، تعد ذات قيمة كبيرة في سياق تغير المناخ، وبالتالي ستساعد العلماء على فهم آليات التحكم في المياه في حالة الجفاف.
وبعد نشر هذا البحث، يعكف الفريق العلمي حالياً على البحث في كيفية استجابة دماغ الجمل لنفس المحفزات وكيف تتكيف الأنواع الأخرى، مثل الفئران والجربوسة، مع الحياة في الصحاري.
شاهد أيضاً: كيف خلقت الجمال.. عجائب ومعجزات وخرافات هذا الحيوان العجيب