بالفيديو|| تعرف على قرية الأشباح اليابانية التي تسكنها الدمى المخيفة
تبدو قرية الأشباح اليابانية، للوهلة الأولى كأنها مليئة بالبشر وهم يمارسون أعمالهم اليومية، ومع ذلك هؤلاء السكان المحليون المعينون ليسوا بشر حقيقيون بل عرائس حيث تفوق في عددها سكان القرية الذين يقدرون بـ 40 شخصاً فقط.
قرية الأشباح اليابانية
في التفاصيل، ومع شخصياتهم المميزة، تخلق هذه العرائس جواً من البهجة إلى حدٍ ما، ولكن في سياق معاناة اليابان من انخفاض عدد السكان الذي يضع المناطق الريفية بمواجهة خطر الزوال التام.
ويعتبر منزل هذه العرائس هو قرية جبلية صغيرة تدعى “ناغورو” وتقع بالقرب من بلدة “ميوشي” في محافظة “توكوشيما” بسبب قربها من السماء حيث تقع على ارتفاع 800 متر، ويشار للقريبة أحيانا باسم “تيكنو نو ساتو” والتي تعني حرفياً “بلدة السماء”
ويستغرق الوصول إلى القرية بالسيارة من مدينة توكوشيما نفسها ثلاث ساعات، وحيث تقع في حزام من البلدات الجبلية الريفية في قلب جزيرة شيكوكو الرئيسية.
ولكن هذه البلدة المليئة بالعرائس أصبحت مؤخراً محط اهتمام دولي بعدما ظهرت في فيلم وثائقي قصير نشر على الإنترنت، وحصد الفيديو الذي صنعه “فريتز شومان” والذي يعمل مصور صحفي ويحمل الجنسية الألمانية ودرس في هيروشيما ما يقارب النصف مليون مشاهدة.
من هي مبتكرة عرائس ناغورو، تعتبر هذه العرائس التي اشتهرت فجأة في العالم هي من عمل أحد سكان ناغورو وتدعى “أيانو تسوكيمي” والتي تقيم في القرية مع والدها المسن.
تتذكر أيانو كيف بدأ كل شيء: “بعد عودتي، حاولت زرع بعض البذور في الحقول المحيطة هنا، ولكن لم ينم شيء. لذلك قررت محاولة صنع فزاعة (خيال المآتة)”. وبعد أكثر من عقد من الزمان، ما بدأت كمجرد إبعاد الحيوانات البرية بعيداً عن الحقول قد ازداد لتمتلئ القرية بأكملها بالعرائس.
تبدأ أيانو العمل في كل قطعة عن طريق تشكيل وجه تعبيري. وبعد ذلك، تلف إطار خشبي بأكثر من 80 ورقة مأخوذة من الصحف لصنع الجذع. تجهز عملها الإبداعي، بوضع الملابس القديمة، والأحذية، والأحذية الرياضية.
وتستغرق عملية صناعة العروسة الواحدة حوالي يومين في المتوسط ولكن حالما يتم وضعها في الخارج أو في الحقول، تقول “أيانو” إن إبداعاتها لا تدوم أكثر من بضع سنوات.
من بين أكثر من 350 عروسة أنتجتها حتى الآن، هناك حالياً 100 أو نحو ذلك منتشرة في أنحاء القرية.
“السجل العام” للعرائس، والذي يتضمن معلومات عن السيرة الذاتية لجميع إبداعات أيانو، بما في ذلك “العمدة” المدعو “تسوزوكي يوجيرو”.
العرائس هي واحدة من الميزات الغريبة والمسلية في ناغورو، حيث يتم الاحتفاظ بها في منطقة الاستراحة بالقرب من منزل أيانو ليتمكن للزوار قراءتها.
وهناك لوحة في مكان قريب: “نحن لسنا كالعرائس العادية. كل منا له أسماء خاصة وشخصيات خاصة وقصص حياة وكلها مكتوبة في هذا الكتاب”.
والشخصية الأكثر نجاحاً في ناغورو هو عمدة قرية العرائس، “تسوزوكي يوجيرو” البالغ من العمر 68 عاماً، الذي يصفه السجل أن حاله اليوم ثابت، ويتصرف بجدية، على الرغم من كونه أصعب طفل في صفه أيام مدرسته.
وبعد تخرجه من جامعة شهيرة بدأ العمل في “شركة كبيرة، ليعود إلى مسقط رأسه في سن 30 للزواج من صديقته في اللعب منذ الطفولة، “كيو”. ويقيم حالياً في ولايته الثالثة كرئيس للقرية، تسوزوكي أيضاً على ما يبدو يساعد على حماية الجبل كعضو في لجنة الغابات المحلية.
ويمكن رؤية عروسة تسوزوكي وهو يرتدي رداء السلطة الأزرق الداكن من ماركة أرماني مع كتافيات كبيرة. تصف صفحته كيف أنه دائماً تبدو عليه هذه الهيئة، سواء كان يرتدي ملابس العمل أو بدلة غالية، وفق موقع “اليابان بالعربي”.
في الوقت الحاضر، تقوم “أيانو” برحلة طويلة لتوكوشيما مرة واحدة في الشهر لإدارة ورشة عمل لصنع العرائس. وفي كل شهر، يشاركها الرحلة ذهاباً وإياباً عروسة لشاب يجلس بانتباه في مقعد الراكب لسيارتها القديمة الموثوق بها.
وعلى الرغم من أنها تقوم بالدردشة بحماس في حوارنا عن كيفية مساعدة العرائس لها للقاء جميع أنواع الناس وإصرارها على أنها تعتزم الاستمرار في صنعها طالما تمتع بالقدرة على ذلك، فإن “أيانو” لا تقدم أي تفسير آخر للأسباب والحيثيات الأعمق من “أنا فقط أقوم بذلك لمجرد أنها هواية”. ولكن بفضل إبداعاتها، استقبل القرويون المحليون العديد من الزوار إلى المنطقة.
وفقاً إلى “أيانو”، أصغر سكان ناغورو هما طالبان في المرحلة الثانوية، في حين أن الغالبية العظمى من سكان القرية تتقدم باطراد في السنوات.
شاهد أيضاً: بالفيديو|| استنفار في قاعدة عسكرية وإيقاف حركة مطار في اليابان والسبب.. دب