هل شراء أوراق اليانصيب يجوز بالدين الإسلامي .. وماحكم المال المكتسب منه؟
كلنا يعلم أنّ اليانصيب تكون عبار عن مسابقة يشتري فيها الأشخاص تذاكر لكسب مبالغ كبيرة من المال، ففي معظم أنواع اليانصيب يقوم الناس بشراء تذاكر مرقمة من التجار المعتمدين أو من ماكينات بيع التذاكر، ويتم تحديد الأرقام الفائزة من خلال سحب عشوائي، وتصدر العديد من البلدان يانصيب قومي كوسيلة لزيادة الدخل.
أصبحت فكرة اليانصيب مؤخرًا مشهورة وأصبحت متداولة على الإنترنت، ولكن المشكلة تكمن في أن هذه الفكرة قد تم استخدامها في عمليات احتيال عن طريق إرسال رسائل بريد إلكتروني للآخرين وخادعهم للفوز باليانصيب والمبالغ الخيالية التي تدفع الضحية أحيانًا للإدلاء بمعلوماته دون انتباه.
هل يجوز شراء أوراق اليانصيب للعالمة ابن باز
حرَّم الإسلام هذا النوع من المسابقات، وقد قرنها الله عزَّ وجَلَّ بالشرك وشرب الخمر لأنها من الميسر، فلا يجوز لأحد أن يقامر بشكل أو بآخر، لأن القمار ممنوع بلا شك، والصدقة من هذا الكسب غير مقبولة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا”، ولكن من تاب إلى الله من هذا الفعل، وأخذ ربح بتلك الطريقة فعليه أن يتصدق بما أخذ أو ينفقه للصالح العام حتى يتخلص منه ولا يقترب منه.
وتعتبر الأموال التي يحصل عليها الأشخاص من القمار المسمى باليانصيب، مأخوذة بطريقة غير شرعية لذا فإنها لا تحل له، لقول الله جلّ وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة:90]، والميسر: هو القمار، فلا يجوز للمسلم أن يكون متساهلًا في هذا الأمر، ويجب أن يحصل على أمواله من الطريق الحلال عبر البيع والشراء وغيرها من الطرق المشروعة لكسب المال الحلال.
وأما ما يرتبط بالمقامرة بأنواعها، فلا يجوز للمسلم الدخول في مثل تلك الأمور، بل عليه الحذر منها، والربح من القمار وبيع المحرمات مثل: بيع الكحول والدخان أو ما شابه ذلك، لا يجوز، ويجب على المسلم الحذر منها، لقول الله سبحانه وتعالى: “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ”، والعبد إذا ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وهو القائل : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا”.
وأما الشخص الذي يقول بأنه نادراً ما يقامر، فهو كمن يقول إنه نادراً ما يزني، ولا يسرق إلا نادراً، ولا يكذب إلا نادراً، فهل ندرة الحرام تعفيه من الإثم، وأيضًا كيف يعلم أن ذنبه الصغير لن يتطوَّر ويصبح ذنبه مثل العادة، لذا يجب على كل مسلم بالغ عاقل أن يتقِ الله جلّ وعلا ويبتعد عما حرمه الله.
حكم المال المكتسب من اليانصيب؟
تعتبر الأموال المكتسبة عن طريق المقامرة تحت اسم اليانصيب محرّمة، لأنها جاءت بطرق غير مشروعة، ولا يجب على المسلم التهاون في مثل تلك الأمور، وعليه أن يبحث عن الطرق المشروعة لكسب الرزق بالطريقة التي بيَّنها الدين الإسلامي.
تابع المزيد:
))دولة أوروبية غنية تفتقر إلى السكان وتبحث عن مهاجرين ومسؤول يوضح التفاصيل
)) تفسير حلم رؤية الميت للمرأة الحامل بمختلف الأوضاع والدلالات