منطقة أشباح و سجن قديم.. ماذا تعرف عن لغز الجزيرة الإيطالية سانتو ستيفانو -صور
تخيل نفسك في سجن قديم وبموقع منعزل محاط بالمياه من كل الجوانب ويقع على منحدرات وعرة، هل يمكنك الهرب من هذا المكان المحصن؟.
منطقة أشباح وسجن قديم
في هذه الكلمات يمكنك أن تصف جزيرة “سانتو ستيفانو” الواقعة قرب نابولي شمال إيطاليا، والتي تعرف أيضاً باسم “الكاتراز الإيطالية”، في تشبيه واضح بجزر الكاتراز الأمريكية التي تضم واحداً من أصعب السجون في العالم.
كانت جزيرة سانتو ستيفانو تضم أحد أصعب السجون في إيطاليا، وكان مبني على شكل حدوة حصان، قبل أن يجري إغلاقه في عام 1965، وأصبح مهجوراً بمرور السنوات.
ووفق صحيفة “لاتينا كورييري” الإيطالية، فإن السلطات تعمل في الوقت الحالي على تجديد مبنى السجن بعد 58 عاماً من تحوله إلى منطقة أشباح.
كما تخطط السلطات لإتاحة الوصول إلى الجزيرة لعامة الناس، وفقاً لما أوردته صحيفة “لاتينا كورييري” الإيطالية، لذلك جرى بالفعل تنفيذ تدابير الصيانة العاجلة.
ووافقت الحكومة الإيطالية على استثمار نحو 42 مليون يورو، لتحويل “الكاتراز الإيطالية” إلى نقطة جذب للزوار.
حتى في العصور القديمة، استخدم الرومان جزيرة سانتو ستيفانو التي تبعد حوالي 40 كيلومتراً من البر الرئيسي الإيطالي، وجزيرة فينتوتين المجاورة، كأماكن لترحيل المجرمين والمعارضين السياسيين.
وفي نهاية القرن الثامن عشر، شيد الملك “فرديناند” الرابع مجمع سجون يضم 99 زنزانة مبنية في سانتو ستيفانو.
وفي القرون التي تلت ذلك، جرى سجن العديد من المجرمين والمعارضين للعائلة المالكة في الجزيرة، بما فيهم “جياتانو بريسيشي”، الذي اغتال الملك إمبيرتو الأول في عام 1900.
وعملت منظمات غير حكومية على توثيق تاريخ الجزيرة المرتبط بالقمع، إذ كانت كل زنزانة في السجن، 4.5 متراً مربعاً، وتضم نوافذ صغيرة ذات قضبان.
وفي وسط فناء السجن، كان هناك كنيسة صغيرة، ويمكن للنزلاء مشاهدة الكنيسة من خلال ثقب الباب الصغير في أبواب الزنازين.
كما كان هناك زنزانتان بلا نوافذ في الطابق الأول تستخدمان لعزل ومعاقبة المجرمين الخطرين.
وشمل هيكل المبنى برج عالي، يتولى مراقبة السجناء بشكل دائم، في محاولة لخلق خوف دائم من الرقيب، ومن خلال البرج، كان بالإمكان اكتشاف أدنى انتهاك للانضباط الصارم وتوقيع عقوبات جسدية على مرتكبيه.
لكن العقاب النفسي الناجم عن المراقبة المستمرة كان أثقل وطأة من العقاب الجسدي، وفق موقع “ترافيل بوك” الألماني.
وجرى تصميم سجن سانتو ستيفانو في الأصل لاستيعاب 500 شخص كحد أقصى. لكن في بعض الأحيان، كان هناك أكثر من 1000 نزيل في المبنى، أي من 8 إلى 10 أشخاص في كل زنزانة.
وكتب “لويجي بوددا”، الذي قضى عقوبة بالحبس مدى الحياة في سانتو ستيفانو، في كتاب عن فترة سجنه: “كنت أعتقد أن الحكم علي بالإعدام سيكون أقل إيلاماً من تمضيه أيام بلا أمل في هذا السجن”.
وفي 1965، قررت الحكومة الإيطالية إغلاق الزنازين سيء السمعة، خاصة أنه تعرض لظروف الطقس والتخريب لأكثر من 50 عاماً وتدهورت حالته بشكل متزايد، حتى بات في حالة إهمال كامل.
وفي كل مكان، يمكن للمرء رؤية الجدران المتهدمة والأبواب والقضبان المتهالكة وانهيار أجزاء من المبنى الخارجي الدائري، وانتشار الأعشاب الضارة في كل مكان.
ولا تزال أسماء السجناء السابقين محفورة على الأحجار المرصوفة بالحصى التي تؤدي إلى الزنازين.
وخلال السنوات الـ58، تحول الحبس والجزيرة المهجورين إلى لغز كبير، وكأن الناس قرروا تجاهل تاريخهما الصعب.
شاهد أيضاً: تعرف إلى حكم المؤبد في الإسلام.. وتوضيح قوانين الدول العربية في هذا الحكم