منوعات

تعرف إلى أوّل مرة بالتاريخ تعطل الحج فيها وذلك عام 317هـ .. مجزرة وانتهاك للحرمات داخل الحرم

الحج في الإسلام هو حج المسلمين إلى مدينة مكة في موسم محدد من كل عام، وله شعائر معينة تسمى مناسك الحج، وهو واجب لمرة واحدة في العمر لكل بالغ قادر من المسلمين. لقوله، تعالى: “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً”.

لكن وفي حقبة من الزمان كان هناك قوم يدعون القرامطة وكان لديهم رأي آخر في القرن الرابع من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم سنتحدث عما جرى من أشياء تقشعر لها الأبدان.

تعطل الحج وقصة القرامطة

نشرت الكتب التاريخية عن وقوع مجزرة مروعة ارتكبها القرامطة في حق حجاج بيت الله الحرام، بعد أن اعتبروا الحج عبادة وثنية، واقتلعوا الحجر الأسود وسرقوه، ما أدى إلى تعطل الشعيرة لنحو 9 سنوات، وذلك للمرة الأولى في التاريخ الإسلامي منذ أن فرض الحج في السنة التاسعة من الهجرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ويقول “الذهبي” في كتابه “تاريخ الإسلام”، “إنه في أحداث سنة 317هـ “لم يحج أحد في هذه السنة خوفاً من القرامطة”، لأن القرامطة كانوا يعتقدون بأن شعائر الحج، من شعائر الجاهلية ومن قبيل عبادة الأصنام.

تعطل الحج
تعطل الحج

كيف كانت الحادثة “تعطل الحج  لأول مرة بالتاريخ”

كان القرامطة يتعرضون للحجاج وقوافلهم منذ عام 311هـ، فكانوا يقتلون الحجاج وينهبون ويسلبون الأموال ويسبون النساء وينهكون أعراضهن، وتتابعت هجماتهم الغادرة على الحجيج عبر الأعوام.

وفي عام 317هـ غادر أبو طاهر القرمطي زعيم القرامطة البحرين متجهاً إلى مكة، فوصلها قُبيل الحج، فمنعه الحجاج وأهل مكة من دخولها، وقاتلوه.

أخذ بالتدبر بمكيدة للإيقاع بهم مصطنعاً بأنه جاء لكي يحج، وأنه لا يحل لهم أن يمنعوه من بيت الله الحرام، فانطلت عليهم خدعته، بعد أن أخذوا عليه العهود والمواثيق بألا يتعرض للحجيج بسوء.

ووفقاً للكتب والمصادر التاريخية التي أرّخت ووثقت تلك الحادثة الرهيبة، فقد دخل زعيم القرامطة مكة ومعه 600 فارس و900 راجل، وما أن اطمأن لسكون الناس حتى نقض عهده، وأمر زبانيته بإعمال السيوف في رقاب الحجاج، فقال لهم:

“ضعوا السيف واقتتلوا كل من لقيتم، ولا تشتغلوا إلا بالقتل”، وكان ينادي على أصحابه وهم يريقون دماء الحجاج الطاهرة: “أجهزوا على الكفار وعبدة الأحجار، ودكوا أركان الكعبة، واقلعوا الحجر الأسود”.

 

وقُتل القرامطة نحو 30 ألفاً من الحجاج وأهل مكة، ولم يرحموا حتى من تعلق بأستار الكعبة مستغيثاً، وتخلصوا ممن قتلوهم برميهم في بئر زمزم حتى امتلأ البئر عن آخره بجثثهم.

تعطل الحج
تعطل الحج

سرقة الحجر الأسود وانتهاك الحرمات

ولم يكتفِ القرامطة بما فعلوه بالحجاج، وعمليات السلب والنهب التي قاموا بها بعد قتل الحجيج، بل قاموا أيضاً باقتلاع الحجر الأسود وسرقته، فحملوه معهم إلى عاصمة دولتهم وتُدعى “هجر” في البحرين، فمكث في حوزتهم نحو 22 عاماً.

وقد ذكر ابن كثير أن أبو طاهر القرمطي أمر “أن يقلع الحجر الأسود، فجاءه رجل فضربه بمثقل في يده وقال: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟

ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة حتى ردوه، كما سنذكره في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، فإنا لله وإنا إليه راجعون. ولما رجع القرمطي إلى بلاده ومعه الحجر الأسود وتبعه أمير مكة هو وأهل بيته وجنده

وسأله وتشفع إليه أن يرد الحجر الأسود ليوضع في مكانه، وبذل له جميع ما عنده من الأموال فلم يلتفت إليه، فقاتله أمير مكة فقتله القرمطي وقتل أكثر أهل بيته وأهل مكة وجنده، واستمر ذاهباً إلى بلاده ومعه الحجر وأموال الحجيج”.

ولم يعد الحجر مرة أخرى إلى مكة إلا في العام339هـ، بعد أن وجه المهدي العلوي الفاطمي تهديداً إلى القرامطة؛ ممّا أجبرهم على ردّ الحجر الأسود إلى مكّة مرة أخرى.

تعطل الحج
تعطل الحج


تابع المزيد:

))شاهد بالفيديو|| من أقدم الأماكن التي شهدت تجمع القوافل للحجاج قبل الذهاب إلى الحج وتعرف على تاريخه

)) 3 أمور محظورة على الحجاج هذا العام.. والإفتاء المصرية توضح كيفية أداء مناسك الحج والعمرة

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى