مصر : “فضيحة مدوية” داخل جامعة شهيرة .. طلابها تخرجوا أطباء وتدربوا بـ”أسنان جاموسة”
في حادثةٍ غريبة من نوعها في تاريخ التعليم المصري، أصدرت المحكمة الإدارية العليا حكماً قضائياً نهائياً غير قابل للطعن على قرار محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية (الدائرة الأولى بحيرة) بحق كلية طبّ الأسنان بجامعة دمنهور “إغلاقها”، بعد “الفضيحة المدوية” والضرر الذي لحق بطلابها المتخرجين منذ عام 2018 حتى 2020.
“فضيحة مدوية” داخل جامعة في مصر والقضاء يصدر قراره النهائي بحقها
وكان قرار القضاء الإداري بالإسكندرية قد قضى بتوزيع طلاب الفرقتين الأولى والثانية عام 2015 وعددهم 320 طالباً من طلاب طب الأسنان بجامعة دمنهور على كليات طب الأسنان المناظرة لها في الجامعات المصرية الأخرى، بعد قرار القاضي بغلق كلية طب الأسنان بجامعة دمنهور.
وفي التفاصيل عن سبب هذا الحكم، فإنَّ كلية طبّ الأسنان بجامعة دمنهور بدأت تدريس طلابها المعنيين بالقرار دون توفير المعامل والأجهزة اللازمة للعملية التعليمية، والذي وصفته المحكمة بـ”الضرر الفاحش في مستقبل الطلاب يجب إزالته ويجب إزالته”.
كما ألزمت المحكمة “المجلس الأعلى للجامعات بتوزيع الطلاب على أن يكون ذلك التوزيع طبقًا لقواعد التوزيع الجغرافي بحسبانه معياراً موضوعيًّا وحيداً عادلاً يحول دون شطط جهة الإدارة في توزيع هؤلاء الطلاب على الجامعات المختلفة”.
وألزمته أيضًا بـ”توزيع كل طالب على أقرب جامعة لمحل إقامة كل منهم وهى جامعات الإسكندرية وطنطا وكفر الشيخ والمنصورة، تطبيقاً للقاعدة الأصولية التي تقضي بأن الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف مع عدم المساس بالمراكز القانونية التي اكتسبها هؤلاء الطلاب في اجتيازهم الامتحانات السابقة على صدور الحكم”.
وأكدت في حكمها أيضاً على ضرورة منح هؤلاء الطلاب برامج دراسية مكثفة نظرية وعملية تعوضهم عما فاتهم من مناهج دراسية، وكان قد قد تخرج هؤلاء الطلاب كأطباء من الجامعات التي تم توزيعهم عليها تنفيذًا للحكم عامي 2018 – 2019 و2019 – 2020، وقد أصبح هذا الحكم نهائيًّا وباتًا.
شهادة الطلاب في المحكمة
ووقفت مجموعة من طلبة الدفعتين بكلية طب الأسنان بجامعة دمنهور وقالوا للقاضي محمد عبد الوهاب خفاجي: “لا يوجد معامل بالكلية ولا تجهيزات ويدربونا على أسنان الجاموسة”.
ليتفاجأ القاضي بشهادتهم ويسأل الطلبة أمام الحاضر عن الجامعة قائلاً: “هل الكلية بدأت الدراسة بدون توفير أي معامل حتى الاَن؟، ليجيبه الطلاب قائلين: “الوضع كارثي والكلية استقبلتنا كدفعتين دون أن تكون مجهزة بالمعامل مثل باقي كليات طب الأسنان بالجامعات المصرية الأخرى”.
وتابع القاضي أسئلته قائلاً: “ألا يوجد أي تدريب لكم في دراستكم العملية؟ فكان جواب الطلاب: “كانوا يدربوننا بكلية الطب البيطري على أسنان الجاموسة”.
الأمر الذي صَدم القاضي خفاجي ليعيد السؤال مرّة أخرى، فكان هذه المرة الجواب من الـ 320 طالباً في صوتٍ واحدٍ بصحة التدريب على أسنان الجاموسة.
وكان آخر ما توجه به القاضي للطلاب هو إن كان لديهم أي طلبات أخرى قد يستطيع من خلالها تقديم العون لهم، فقال الطلاب: “أن بقاءنا بتلك الكلية ضار بمستقبلنا وبالصحة العامة للمواطنين لعدم تدريبنا على مختبرات أسنان الإنسان ونطلب العدل”.
وأشار القاضي المجلس خفاجي بنهاية الجلسة إلى أنه “يتوجب على المجلس الأعلى للجامعات فى السنوات القادمة ألا يوافق على تنظيم القبول بالكليات العملية بالجامعات وتحديد أعدادهم دون أن تكون مجهزة تجهيزاً لائقاً لطبيعة الدراسة بها”.
تابع المزيد
