مصر: “اختطف شقيقته وصورها عارية” بسبب الميراث.. والقاضي يوجه كلمات مؤثرة ومعبرة للمتهم و ينطق بعدها بالحكم (فيديو)
أصدرت محكمة جنايات المنصورة في مصر، حكمها بالسجن المُشدد على المتهم بخطف شقيقته بمساعدة صديقه بالدقهلية، بسبب الميراث لمدة 10 أعوام، والمُشدد 5 سنوات بحق صديقه.
اختطف شقيقته و”صورها عارية” بسبب الميراث
وسَبقَ لمحكمة جنايات المنصورة، الدائرة الرابعة أن قررت خلال جلستها، السبت الماضي، تأجيل المحاكمة المتهم فيها الشاب وصديقه، بخطف شقيقة الأول، باحثة وطبيبة بجامعة الأزهر، في محاولةٍ منهم لهتك عرضها وتصويرها في وضع مخل، بنطاق مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وذلك بهدف إجبارها على التنازل عن الميراث إلى يوم أمس الأربعاء، للنطق بالحكم.
وكان المحامي العام الأول لنيابة جنوب المنصورة الكلية، قد أحال كلاً من المتهمين “محمود. ا. ع. م. ع”، البالغ من العمر 21 عاماً، متعهد توزيع طيور ومقيم بقرية السلام محافظة المنوفية، و”محمد.أ. م. ص”، 21 عاماً أيضاً، شيف ومقيم بقرية ميت جراح مركز المنصورة للمحاكمة، وذلك لقيامهما بتاريخ 27-9-2021، بخطف المجني عليها “إسراء السعيد عبده محمد عبده”، عن طريق التحايل والإكراه بأن نسجا لها خيوط المكيدة وانطلت عليها فتمكنا من اقتيادها بداخل السيارة الرقيمة “ع ط ج 2899، وما إن فطنت للمكيدة المحاكة بحقها حتى قاما بالتعدي عليها بالضرب بالأيدي وأوثقا أيديها وكمما فاها بلاصق وتمكنا بتلك الوسيلة القسرية من إقصائها إلى مكان بعيد عن ذويها وأعين الرقباء.
وأظهرت تحقيقات النيابة أن تلك الجناية اقترنت بجريمة الخطف وجناية هتك عرض المجني عليها، وذلك لأنها وقعت في ذات المكان وبنفس الوقت، حيث تعديا عليها بالضرب بالأيدي وأوثقا أيديها وكمما فمها بلاصق فخارت قوتها ووهنت قامتها ودانت طبعاً لبطشهما وتمكنا بتلك الوسيلة القسرية من أن ينزع الأول عنها ما يستر عورتها، حال تواجد الثاني للشد من أزره، عارضین عرضها المنتهك على أعين الكافة، بعد توثيق فعلتهم الشنيعة بالصوت والصورة، كما سرقا المبالغ المالية والهاتف الجوال والمستندات المبينة المملوكة للمجني عليها.
وكان محامي المجني عليها قد أكد حدوث الواقعة وثبوت الاتهام في حق المتهمين وقدم عدداً من المستندات التي تؤكد حدوثها، كما كذب مزاعم المتهمين، مطالباً القضاء بتوقيع أقصى العقوبات بحقهما.
في حين وجه رئيس محكمة جنايات المنصورة بمحافظة الدقهلية، المستشار بهاء الدين المري، كلماتٍ مؤثرة ومعبرة وقوية للمتهم بهتك عرض شقيقته وتعريتها لتصويرها مع صديقه بسبب خلافهما على الميراث.
وجاء في كلمته قبل النطق بالحكم “يا محمود.. ألقت بك المقادير في يم الحياة طفلاً يتيمَ الأبوين، فقيض الله لك أختاً، ما كانت امرأةَ سَوءٍ ولا بَغيَّا، بَصُرَت بكَ عن قُربٍ وأنتَ لا تشعُر، ومَـَشـت بكَ في دُروب الحياة على استحياءٍ، حتى بَلَغْتَ رُشدَك، ولما شَبَـبْتَ عن الطَّوقِ ما شَدَدْتَ عَضُدَها، بل عَرَّيتَها لغَريبٍ يَنهَشُ لحمَها؛ لتأكلَ مِيراثَها ظُلمًا”
وأضاف المري : “أمَّنتْكَ في سِربكَ، فرَوَّعتها على المَلأ، دَثَّرَتكَ في ظُلمَةِ الليل؛ فكشَفتَ سِترَها نَهاراً، لم تـَرْعَ فيها يا أخَاها إلًّا ولا ذمَّة، ولا لِصلةِ الدم والرَّحمِ حُرمة، لقد جِئتَ شيئاً فَرِيًّا”.
وأتبع رئيس المحكمة: “فإذا كان المِلحُ يقي اللحمَ الفسادَ، فمن يُصلحُ المِلحَ إذا الملحُ فَسَدَ؟!”.
وأشار رئيس محكمة جنايات المنصورة في نهاية الجلسة وبعد النطق بالحكم إلى أن هذه القضية ليست في صورتها الحقيقية مجرد واقعة خطف وهتك عرض.. إنما هي على النظرة بعيدة المدى أمارةٌ يقينية على وجود خللٍ اجتماعي كبير يضرب بقيم المجتمع ومبادئه عرض الحائط.
كما أهابت المحكمة بعلماء الأمة ديناً واجتماعاً وإعلاماً وثقافة وفنّاً، أن يأخذوا بأيدي الناس إلى أحكام الدين الحنيف وقيمه ومبادئه لإصلاح هذا المجتمع وإعادته إلى القيم الأصيلة والقويمة، وأكد المري على ذلك بقوله: “ولن يتأتى ذلك إلا بتكاتف يكون فيه صالح هذا الوطن نصب الأعين وفي مهجة القلوب”.
تابع المزيد