فيديوغراف

“يُحكى أن” تعرّف إلى قصة الرسالة الشهيرة التي أرسلها هارون الرشيد إلى ملك الروم

هارون الرشيد

منذ مجيء العباسيين إلى الحكم، كانت العلاقة بين الدولة العباسية والدولة البيزنطية في قمة توترها، واتخذت طريق المواجهات العسكرية وخاصة في عهد هارون الرشيد.

استغل البيزنطيون انشغال العباسيين بأزماتهم الداخلية وأخذوا يغيرون على مدنهم الممتدة من أعالي الفرات شرقاً حتى البحر الأبيض المتوسط ودمروا حصونهم، ما دفع العباسيين للرد فقادوا حملات أغاروا فيها على حصون البيزنطيين في آسيا الصغرى “هضبة الأناضول”.

وفي العام 782 عقدت هدنة بين الطرفين أقرت الملكة إيرين -التي سبقت نقفور- بموجبها دفع جزية سنوية للعباسيين، وظلت تدفع الجزية إلى أن ماتت.

رسالة هارون الرشيد إلى نقفور

وحين خلفها نقفور في عام 802، أرسل رسالةً إلى هارون الرشيد الخليفة العباسي يطالبه برد الجزية التي دفعتها إيرين، فبعث له يقول “من نقفور ملك الروم إلى هـارون ملك العرب، أمَّا بَعْدُ؛ فإنَّ الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرُّخِّ، وأقامت نفسها مكان البيدق، فحـملت إليك من أموالها ما كنتَ حقيقاً بحمل أضعافها إليها، لكنَّ ذلك ضعفُ النساء وحـمقهن، فإذا قرأت كتابي هذا فادد ما حصل لك من أموالها، وَافْتَدِ نفسك بما تقع به المصادرة لك، وإلا فالسـيف بيننا وبينك”.

فلما قرأ الرشيد الكتاب استشاط غضباً، فأرسل رسالته الشهيرة التي خلدها التاريخ الإسلامي، إذ كـتب على ظهر رسالة نقفور “بسم الله الـرحمن الرحيم، من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم؛ قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه دون ما تسـمعه، والسلام”.

في العام 803 خرج هارون على رأس جيش قوامـه 135 ألف مقاتل، حتى وصل إلى هـرقلة –محافظة قونية التركية حالياً-، وهناك دارت معركة “نيكوبلوس” التـي انهزم فيها نقفور واضطر لدفع الجـزية تماماً مثلما كانت تفعل سابقته.

بعدها بعام، فكر الإمبراطور البـيزنطي مرة أخرى في الامتـناع عن دفع الجزية للخلـيفة العباسي، فعاد هارون الرشيد وخاض حرباً مجدداً مع البيزنطيين قتل فيها 40 ألفاً من جيشهم وأجبرهم على دفع  30,000 عملة نقدية من الذهب سنوياً، وحرر فيها كل الأسرى المسلمين الذين وقعوا تحت قبضة البيزنطيين.

في الوقت ذاته كان القائد العـسكري باردينس توركوس، يقود ثورة ضد نقفور، صحيح أنها لم تتمـكن من الاستمرار أكثر من شهر واحد، لكنها استطاعت أن تُضعف السيطرة البيزنطية على آسيا الصغرى -هضبة الأناضول-، وهو ما ساعد الخليفة العباسي بشكل أكبر على الانتصار.

هارون الرشيد

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى